لم تعد البالة المستهلك المخصص لذوي الدخل المحدود بل اتسعت واصبحت في متناول اغلبية طبقات المجتمع للمزايا التي تتمتع بها من جودة وماركات اوروبية وخليجية والنادر والفريد بها
النساء مستهلك افضل للبالة
يعج سوق البالة بأزدحام الناس ويعلو اصوات البائعة للترويج عن بضائعهم والتنافس للحصول على القطع المناسبة بثمن زهيد تاركين الجديد بـأسعاره المرتفعة فهنا في سوق البصرة القديم في محلات البالة تزدحم الافرع المخصصة لهذه البضائع من ملابس وحقائب واحذية وحتى اطباق الطعام والاجهزة الكهربائية المستخدمة والتي يطلق عليها اسم “اخو الجديد ” فلم تعد البالة مخصصة للفقراء بل جذبت طبقات المجتمع المختلفة فالأغلبية يميزها بجودتها واستخدامها العملي الذي يدوم طويلا
في منتصف سوق البالة يتمركز محل الشاب حسين مرتبا بضاعته المخصصة للنساء فقط بترتيب وعناية فكل ركن وضع فيه مجموعة من الفساتين بقربه صفاً من القمصان اما الرفوف وضعت عليها مجموعة من الاحذية ومجموعة من الحقائب النسائية وعلق على السقف بعض من الاجهزة الكهربائية للعناية بالشعر
يبدأ الشاب العشريني حسين علي بفرز بضاعته التي يشتريها من تجار البالة التي يقومون بشرائها من منطقة ” سفوان أو صفوان مدينة عراقية، في ناحية سفوان في قضاء الزبير في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق قرب الحدود العراقية-الكويتية حيث منفذ سفوان الحدودي العراقي، يقابله منفذ العبدلي الكويتي” ،التي تأتي عن طريق الكويت
يختار بعناية القطع الجيدة والنظيفة ثم يدخل بمرحلة غسلها وكويها وعرضها في محله في سوق البصرة وتشمل البالة الاحذية والحقائب والاجهزة الكهربائية وايضا اواني الطعام بأنواعها وتكون ذات اقبال كبير عليها وهي غير مستخدمة منشأها صيني درجة اولى
يتحدث حسين عن مختلف الزبائن التي تشتري بضاعته قائلا يفضل الكثير الشراء من البالة خاصة النساء بمختلف مهنهن ونوعية الدخل فلا يقتصر البيع على الطبقة الفقيرة بل اكثر من يراود المحل للشراء هن من
موظفات واصحاب شهادات عليا ويثقن بالبضاعة التي اعرضها فالسلعة الموجودة في المحل قوية وغير مغشوشة وايضا سعرها مناسب واحيانا تطلب الزبونات ماركة معينة غير متوفرة في البضائع الجديدة بسبب غلو اسعارها ورداءة جودتها
يرتب حسين بعض الاحذية المبعثرة التي تركتها احدى الزبونات بضحكة عفوية احب هذه المهنة كثيرا فقد عملت بها منذ خمسة سنوات وتعلمت بها الكثير وكيف اكسب الزبائن فالتساهل مع الناس والتعامل اللطيف معهم يساهم في جذبهم لمعادوة الشراء مرة اخرى فلدي معاميل كثيرين واعطي بالدين احيانا واتنازل عن ثمن السلع في مرات عدة اذا شعرت بأن المشتري لا يملك المال الكافي وافضل التعامل مع النساء لأنهن الاكثر شراءاً واقبال على البضاعة في كل المواسم اما الرجل نادرا ما يشتري يكتفي بقطعة واحدة ثم لا يعاود الشراء
يصمت حسين قليلا ويقطع حبل صمته بحديثه عن فترة كورونا وكيف أثرت على البيع بما نشرمن اخبار تحذر من شراء الملابس المستعملة وخطورتها على الصحة قائلا لقد اثرت لكن ليس بنسبة كبيرة وانما قليل ثم عاد البيع كسابقه بعد كورونا
اتباع الموضة والتنوع في الازياء يثقل ميزانية الفرد
“أعلنت اللجنة المالية في تصريح لأحدى القنوات الرسمية إن الزيادة في رواتب الدرجات الدنيا وفقا للسلم الجديد ستكون بنسبة 150 بالمئة”، مشيرا إلى أن “الحد الأدنى للراتب الإسمي (الدرجة العاشرة) سيكون 425 ألف دينار”. وذكر أنه “بموجب القانون الجديد سيمنح مخصصات تحسين معيشة بنسبة 50 بالمئة لجميع الموظفين
“
وفي 26 أبريل/نيسان 2023، بين عضو لجنة المالية النيابية عدي عواد في تغريدة ان “تطبيق سلم الرواتب الجديد يحتاج لإضافة مبلغ 8 إلى 11 تريليون دينار والعمل مستمر لإقراره”.
*أخر الإجراءات
قالت اللجنة المالية مؤخراً، أن “سلَّم الرواتب هو خارج الموازنة حتى الآن؛ كون الموضوع متعلق بلجنة تم تشكيلها بواسطة أمر ديواني”، لافتة إلى، أن “الحكومة هي درست وأعادت تقييم سلم الرواتب وتوزيع المصروفة خلال السنة المالية على الموظفين أنفسهم بدرجات ومبالغ متفاوتة”
“إن سلم الرواتب الجديد قد يقر في نهاية السنة الحالية او بداية السنة المقبلة”
تبحث السيدة ام احمد زبونة لأحدى محلات البالة في وسط الثياب عن قطعة جيدة لأرتدائها اثناء عملها الحكومي في احد الوزارات فحسب ما تقوله الدوام يتطلب تغيير يومي وغير متكرر للثياب وهذا يتطلب ميزانية تفوق مقدار الراتب الذي اتقاضاه فالثياب الجديدة باهظة الثمن واحيانا تتلف بسرعة وهذا يعتبر خسارة فأتباع الموضة والتنوع في الازياء يثقل ميزانية الفرد فالجأ الى البالة لكونه افضل من الجديد من حيث العلامة التجارية والجودة ونوعية القماش حتى وان لم يناسب قياسي اقوم بتعديله فأنا اعمل خياطة اضافة لوظيفتي الحكومية ولا اشمئز من المستخدم فهنالك وسائل وعدة تنظيف ووقاية اقوم بها بعد شراء كل غرض وايضا استخدم الماء والملح لأبعاد الطاقة السلبية.
المتاجر الالكترونية والبيع المباشر رواج للبالة
بحسب تقرير نشرته ستايتيستا وهي شركة متخصصة بالإحصاءات الدولية على مدى السنوات القليلة الماضية ، أصبحت التجارة الإلكترونية جزءًا لا غنى عنه في تجارة التجزئة العالمية. مثل العديد من الصناعات الأخرى ، خضع بيع وشراء البضائع لتحول بعد ظهور الإنترنت ، وبفضل الرقمنة المستمرة للحياة الحديثة ، يستفيد المستهلكون في جميع أنحاء العالم الآن من امتيازات المعاملات عبر الإنترنت. نظرًا للزيادة السريعة في الوصول إلى الإنترنت واعتماده عالميًا ، مع وجود أكثر من خمسة مليارات مستخدم للإنترنت في جميع أنحاء العالم ، فإن عدد الأشخاص الذين يجرون عمليات شراء عبر الإنترنت في ازدياد مستمر. في عام 2022 ، قدرت مبيعات التجزئة الإلكترونية لتجاوز 5.7 تريليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم ، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى آفاق جديدة في السنوات القادمة.
تبحث الشابة فاطمة إستور ذات الستة وعشرون عاما والتي تسكن محافظة الانبار الواقعة في غرب العراق عن بضاعة جيدة لمتجرها الالكتروني في بادئ الامر كانت هي ايضا زبونة وبعدها اصبحت صاحبة متجرالكتروني تبيع ما تستورده من مواقع البث المباشر والسوشل ميديا فلم يعد يتطلب السفر او الانتقال لأماكن اخرى لغرض التجارة فمجرد المشاهدة وضغط زر اللايك والتعليق لأي غرض متاح على مواقع النت يسهل الحصول عليه ، تختار فاطمة ما تريد من موديل وقياس يناسبها ثم تطلبه لتحصل عليه بكبسة زر فالمسافات الجغرافية صغرت في عالم الانترنت اعجبها ما تقوم به تلك المتاجر فكرت بفتح مشروعها الخاص والدخول بعالم البيع والشراء اقترحت المشروع على ذويها وتم الترحيب به ثم شاركتها شقيقتها به
لم يكن الامرا يسيرا على فاطمة فبدايات التجربة تعرضت للغش والخداع في البضاعة فشرائها عن طريق البيع المباشر بموقع الفيس بوك اثناء البث المباشر طالما كلل بالخسارة في المال
الا انها بعد احباط دام فترة قصيرة عادت لشغفها وحبها لهذا العمل فوجدت بضاعة جيدة في بث مباشر لتاجر من البصرة وحجزت القطع المطلوبة وبيعها للراغبات في الشراء ،ان اهم شيء بنظر فاطمة في المتاجر الالكترونية هو طريقة العرض وتصوير المنتج بطريقة تجذب المشتري فالاسم لا يلفت النظر بقدر ما يتم عرضه للبيع وتقول فاطمة بعد اختياري للقطع وتفحصها جيدا من كل ثغرة اهم بغسلها جيدا وكويها ثم ارتدائها لعرضها في جلسة تصوير خاصة لي وهذا ساعد كثيرا في الطلب على البضاعة فسابقا طريقة العرض على المانيكان لم يجلب الزبونات اما بتلك الطريقة ازدهر متجري وحصل على اقبال واسع للشراء واكثر فئة من الزبونات هن الفتيات والشابات فالزي الخليجي من عباءات وبشت نسائي اكثر ما يفضل في عصرنا من قبل النساء متأثرين بدول الخليج اضافة لكونها ملابس مريحة وتناسب جميع الاعمار .
صناعة الملابس المستهلك الأكبر للمياه والموارد الطبيعية والاحتباس الحراري
يشير تقرير نشر على موقع “مدرسة كولومبيا للمناخ” (Columbia Climate School) إلى أن صناعة الأقمشة والملابس العالمية تستنزف الكثير من الموارد الطبيعية، فهي تستهلك على سبيل المثال 93 مليار متر مكعب من المياه النظيفة كل عام. ولتلبية حاجتها من الأقمشة، يتم قطع 70 مليون طن من الأشجار كل عام. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2034، مما يزيد من تدمير الغابات في العالم
وينوه مصطفى محمد علي “ماجيستر علوم حياة وباحث أكاديمي ومنشئ محتوى علمي
وبرأي مصطفى يمكن أن تكون صناعة الملابس صديقة للبيئةفي السنوات الأخيرة ، كان هناك تحرك متزايد نحو ممارسات الأزياء المستدامة والصديقة للبيئة ، والتي تهدف إلى تقليل التأثير البيئي لصناعة الملابس.
تتمثل إحدى الإستراتيجيات الرئيسية لإنشاء ملابس صديقة للبيئة في استخدام مواد مستدامة. يمكن أن يشمل ذلك القطن العضوي والقنب والكتان والألياف الطبيعية الأخرى التي تتطلب كميات أقل من المياه والمبيدات الحشرية لإنتاجها. بالإضافة إلى ذلك ، تقوم بعض الشركات بتطوير مواد جديدة مبتكرة ، مثل البلاستيك المعاد تدويره والأقمشة المصنوعة من النفايات الزراعية ، لإنشاء ملابس ذات تأثير أقل على البيئة.
تتمثل الإستراتيجية الأخرى في التركيز على صنع ملابس متينة وطويلة الأمد ، بدلاً من الملابس التي تستخدم لمرة واحدة أو “الموضة السريعة” المصممة للارتداء عدة مرات فقط قبل التخلص منها. يمكن أن يتضمن ذلك تصميم ملابس خالدة ومتعددة الاستخدامات ، بالإضافة إلى استخدام مواد عالية الجودة وطرق إنتاج تضمن استمرار الثوب لسنوات عديدة.
أخيرًا ، يمكن لصناعة الملابس أيضًا أن تتبنى طرق إنتاج صديقة للبيئة ، مثل استخدام مصادر الطاقة المتجددة ، وتقليل استهلاك المياه ، وتقليل النفايات والتلوث
ويضيف الباحث الاكاديمي يعتبر ارتداء الملابس المستعملة آمنًا بشكل عام ، ولا يوجد دليل يشير إلى أن الملابس المستعملة تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا أو تنقل الأمراض.
في الواقع ، يتبرع العديد من المنظمات والأفراد بالملابس المستعملة أو يبيعونها كوسيلة لتقليل النفايات ودعم ممارسات الموضة المستدامة. يمكن أن توفر الملابس المستعملة أيضًا خيارات ملابس ميسورة التكلفة للأشخاص الذين قد لا يتمكنون من شراء ملابس جديدة.
ومع ذلك ، من المهم ملاحظة أن هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بالملابس المستعملة. على سبيل المثال ، قد تحتوي بعض الملابس على مواد كيميائية ضارة ، مثل المبيدات الحشرية أو مثبطات اللهب ، التي تم استخدامها أثناء عملية الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك ، قد تحتوي بعض الملابس المستعملة على مسببات الحساسية ، مثل وبر الحيوانات الأليفة أو عث الغبار ، مما قد يؤدي إلى رد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص.
لتقليل هذه المخاطر ، من المهم فحص الملابس المستعملة بعناية قبل ارتدائها وغسلها جيدًا قبل الاستخدام. من الجيد أيضًا تجنب الملابس المتسخة أو التالفة بشكل واضح ، حيث قد يشير ذلك إلى وجود بكتيريا أو مواد ضارة أخرى.
بشكل عام ، في حين أن هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بالملابس المستعملة ، فإن الغالبية العظمى من الملابس المستعملة تعتبر آمنة ولا تشكل مخاطر صحية كبيرة أو تنقل الأمراض