اثار التغير المناخي يسجل رقما إيجابيا في سجله اذ يدفع بمزارعي ذي قار نحو استخدام تقنيات الري الحديث

بعد ان تقلصت المساحات الزراعية في ذي قار جنوب العراق نتيجة الشحة المائية واثار التغير المناخي مما دفع بعشرات المزارعين للبحث عن إيجاد حلول تمكنهم من الاستمرار بمهنة الزراعة.

ان اثار التغير المناخي القى بظلاله بشكل واسع على الواقع الزراعي في العراق وذي قار بشكل خاص وتسبب بتدهور واضح في المنظومة البيئية لذا كان طريقة الارواء بالتقنيات الحديثة هي الحل الأمثل بعد نجاحها في مكان محدد من المحافظة مما ضاعف في مساحاتها الزراعية على مدار 13 عام الماضية.

رعد عبد الرضا هو احد المزارعين الذي بدأ باكرا في إيجاد حلا لمشكلة ارواء ارضه الواقعة في قضاء الغراف والتي تبعد عن مركز المحافظة بمقدار 35 كيلو متر شمالا تحدث لـ “الخط الأحمر”  اذ يعتمد على زراعة المحاصيل الربيعية والخريفية، انطلق عام 2010 من بيتا بلاستيكي معتمدا مع تقنيات الري الحديثة بالتقطير بمساحة  البيت التي تتجاوز الـ 500 متر مربع ليستمر في هذا المجال وبعد مرور 13 سنة ليجد نفسه وسط توسع لعدد البيوت البلاستيكية والتقنيات الحديثة للنجاح التي حققته اذ بلغت 50 بيتا بلاستيكي.

ويكمل عبد الرضا بان البيت الواحد لا يهدر كميات من الماء كما كانت عليه في عمليات الري بالسيح اذ ان البيت الواحد في الوقت الحالي يستهلك ما يقارب 500 لتر بشكل يومي وهذه الكمية اذا ما تم قياسها الارواء التقليدي فهي عملية اقتصادية بشكل كبير.

بيوت رعد البلاستيكية الموجودة حاليا تقع مساحة من الأرض تقدر 10 دونم وتطرح منتوجها بموسمين ربيعي وخريفي ودائما ما يكون استعداداته من شهر تموز وحتى أيلول ويطرح منتوجه من الطماطم والباذنجان والفلفل الحار والبارد والخيار وتبلغ الكميات التي تطرح ما بين 400 الى 500 كيلو غرام لكل ثلاثة أيام حتى بدايات كانون الثاني من العام المقبل ليتم بعد ذلك زراعة محصول الخيار فقط ويستمر الحال حتى حزيران.

ويضيف رعد في حديثه بان كلفة البيت الواحد لا تتجاوز الـ 800 الف دينار مع كامل معداته الاروائية ويرى انه الحل الأمثل في الوقت الحالي لضمان بقاء الارض منتجة بشكل مستمر.

مدير زراعة ذي قار الدكتور فاقد عبد الأمير في حديثه لـ “الخط الأحمر” يجد ان الازمة المائية في السنوات الأخيرة دفعت في تغير مستوى التفكير لدى المزارعين في كيفية الحفاظ على أراضيهم واستمرارهم بالعمل مع تشجيع وتاكيدات دائرة الزراعة على أهمية اقتناء التقنيات الحديثة للري للحصول على اكبر كمية من الإنتاج.

ويوضح عبد الأمير بان المنهاج الحكومي ووزارة الزراعة متجهة نحو استخدام تقنيات الري الحديث وان المخاطبات الرسمية من قبل الوزارة بهذا الاتجاه والخطة الزراعية المستقبلية مرتبطة بهذه التقنيات، لذا بدأت تصل المديرية طلبات الموافقة للحصول على منظومات الري الحديث حتى تجاوزت الـ 500 طلب ومن المتوقع ان يزداد العدد بشكل اكبر في الوقت ذاته ان المحافظة تمتلك في قضاء الغراف شمال المحافظة ما يقارب 3 الاف بيت بلاستيكي وهي تجربة ناجحة يمكن ان تكون خير نموذج لإقناع بقية المزارعين.

وتبلغ مساحة ذي قار 12900 كيلو متر مربع وأشارت ارقام نشرها الجهاز المركزي للإحصاء عام 2021 بان ما يقارب 3612 كيلو متر مربع هي ارض متصحرة وان 34% من بقية الأرض مهددة بالتصحر وان مساحة الكثبان الرميلة تمتد على مساحة 171 كيلو متر مربع وهذه جميعا بفعل التغير المناخي.

انخفضت معدلات المياه الواردة الى العراق خلال 12 سنة الماضية بحسب تقديرات الجهاز المركزي للاحصاء بمقدار 18.88 مليار متر مكعب بعد ان كان الايرادات في نهري دجلة والفرات عام 2009-2010 بلغت  50.12 مليار متر مكعب اصبح خلال عام 2020-2021 بمقدار 31.24 مليار متر مكعب وانخفض نصيب الفرد العراقي من استخدامه للمياه الى 758 متر مكعب بالسنة بعد ان كان 1542 متر مكعب بالسنة ، وسجلت نسب التبخر في عام 2020-2021 مقدار 4670 مليون متر مكعب.

ويرى الخبير الزراعي الدكتور صالح هادي لـ “الخط الأحمر” ان جفاف الأنهر وارتفاع نسب الملوحة والتصحر اثرت بشكل أساسي على الواقع الزراعي وبالتالي البحث عن حلول وهو الاهم فالحفاظ على الامن الغذائي هو النقطة الأهم في اقتصاديات أي بلد وان واحدة من الطرق والسبل المهمة في استمرار الزراعة وسط اثار المناخ الحالية وجفاف المياه هو استخدام تقنيات الري الحديثة فهي تقلل من كميات هدر المياه اذ تقصل كميات الهدر ما مقداره 35% من الكمية المعتادة عملية الاستخدام البدائية فضلا عن ان الكلفة الاقتصادية لها هي اقل بكثير وتتيح للنبات الحصول على كميات جيدة من المياه لا تزيد عن حاجته الفعلية وبالتالي تجد مستوى الانبات عالي في البيوت البلاستيكية او بعض البساتين التي تستخدم هذه التقنيات.

VIAمرتضى الحدود