في كل عام ، تشهد الأراضي الرطبة الشاسعة في جنوب العراق تقلبًا في مستويات المياه وجودتها. تؤدي موجات الجفاف غير المسبوقة الواحدة تلو الأخرى إلى تسخين المنطقة وإفراغ الأنهار وإجبار مربي الجاموس على النزوح إلى المناطق التي ترتفع فيها مستويات المياه. بينما يؤثر الارتفاع المستمر في درجات الحرارة وندرة الموارد المائية بسبب دوامة تغير المناخ على الكوكب بأسره، فإن الأراضي الرطبة مثل الأهوار العراقية تواجه تحديات وجودية.

خلال هذا العام، دفع الجفاف المبكر عن المعتاد عددًا من مربي جاموس الماء إلى الهجرة نحو مناطق في قلب الأهوار الوسطى في منطقة الجبايش (400 كم جنوب بغداد) للحصول على المياه العذبة، حيث تشهد الأهوار أزمة بيئية حيث تهدد موجات الجفاف الملحوظة بقاءها وتنوعها البيولوجي.

لا تقتصر مخاطر الجفاف على مربي جاموس الماء فقط، بل تؤثر أيضًا بشكل كبير على جميع السكان الذين يكسبون عيشهم من الصيد والعمل في المهن المرتبطة بوفرة المياه في الأهوار. وهكذا أدى الجفاف إلى وضع الناس في حالة دائمة من الخوف من المستقبل المجهول، والذي يتوقعون أنه سيؤدي إلى المزيد والمزيد من موجات الجفاف.

يدعي سكان الأهوار بفخر أنهم عاشوا هناك منذ آلاف السنين بناء على الصفات الثقافية المشتركة مع سكان العراق القدماء، لكن أثارت هذه الادعاءات المستمرة حفيظة الباحثين للقيام بدراسة وراثية في عام 2011 أشارت إلى أن أصول (المعدان) عرب الأهوار تعود إلى أنهم أحفاد الساميين الذين يمكن إرجاعهم إلى الحضارات المبكرة التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين.

وبحسب تقارير أخرى، كانت مساحة الأهوار في السبعينيات تشغل 17٪ من مساحة العراق، بينما غطت المياه أكثر من تسعة آلاف كيلومتر مربع، لكن حربي الخليج الأولى والثانية شكلت تهديدات وجودية للمنطقة وسكانها. في ذروة عصرها المأساوي، تقلصت الأهوار إلى 760 كيلومترًا مربعًا فقط في عام 2002.

الاحتيال على التراث العالمي

في يوليو 2016، انضمت أربعة أهوار عراقية مهمة في جنوب العراق إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتقع مواقع الاهوار  المدرجة حديثًا بين البصرة وميسان وذي قار، وهي أهوار الجبايش وهور الحمار الغربي، وهور الحمّار الشرقي وأهوار الحويزة. 

ولأكثر من خمس سنوات حتى الآن، ظلت مواقع التراث العالمي كما كانت قبل إدراجها في قائمة الأمم المتحدة: معرضة للإهمال والجفاف، علاوة على ذلك، بينما كانت الأمم المتحدة تضيف الأهوار إلى قائمتها، حولت الحكومة المحلية أهوار الجبايش إلى مكب لمياه الصرف الصحي.

مع عدم اكتمال مشاريع اقتصادية أو صحية أو سياحية مهمة في تلك المناطق والتي يمكن أن تدعم سكان الأهوار، فإن هذا الملاذ البيئي الفريد مهدد بالاختفاء. 

وقال رعد الأسدي، رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية للخط الأحمر، إنه “في غضون أشهر قليلة ستمر الذكرى السادسة لانضمام الأهوار إلى مواقع التراث العالمي دون أي بوادر للمستقبل المشرق الذي وعدنا به”.

وأضاف الأسدي أن “أهالي الأهوار يخشون تكرار سيناريو الجفاف الذي عاشوه في السنوات الماضية”، مبينا “أدت موجات الجفاف هذه إلى موت الجواميس والأسماك، حيث نشهد انخفاضًا مستمرًا في منسوب المياه في الأهوار، لكن دون أي نجاح أو حلول حقيقية لما يحدث”.

كما يرتبط إهمال مناطق الأهوار بالفساد الذي اجتاح البلاد بشكل كبير منذ الغزو الأمريكي، وفي الآونة الأخيرة، لم يتم الانتهاء من مشروع مجمع سياحي في قلب الأهوار بقيمة 5.5 مليون دولار بسبب اعتراضات سياسية وخلافات بين قيادات الأحزاب المؤثرة، لذلك تم رفض المشروع والتخلي عنه من قبل وزارة الثقافة والسياحة، وفقًا لمسؤولين محليين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

حيدر الصالحي، وهو احد سكان الاهوار، أعرب عن إحباطه للخط الأحمر من مسألة تقاعس الحكومة ومسؤوليتها تجاه الوضع الكارثي الحالي: “الحكومة لا تهتم بمشاكلنا هنا”، مشيرًا إلى ذلك بسبب تدهور الظروف المعيشية في بيئتهم، التي تشهد ارتفاعًا حادًا في هجرة السكان المحليين من وسط الأهوار نحو المناطق التي تكون فيها المياه أكثر وفرة وجودة أفضل “لم نستفد من تجنيد وطننا في موقع تراث عالمي، لأن الأمر برمته لم يتجاوز التصريحات الإعلامية”.

في الأشهر الأخيرة، سجلت الأهوار واحدة من أشد الانخفاضات في مستويات المياه، ومع ذلك، ما تزال السلطات المحلية والجهات الفاعلة الدولية تفشل في تقديم المساعدة الكافية لمجتمعات الأهوار، على الرغم من سنوات الجفاف التي مرت على الأهوار، ما يزال السكان متمسكون بوطن أجدادهم ونمط حياة أجدادهم.

التنوع البيولوجي مهدد بالزوال

ووفقًا لبحث تم إعداده برعاية وزارة البيئة العراقية، تعد الأهوار العراقية محيطًا خصبًا وموطنًا للعديد من الطيور الفريدة من نوعها وهي “خطاف المستنقعات الملتحي والأوز الأغر الصغير والبلبل الأبيض الخدين والكوشر والزركي وأبو زلة والمصو والليروي والفلامنكو ودجاج الماء والخضيري، وكذلك طير هازج قصب البصرة والزقزاق أبيض الذيل والنورس الأرميني وغراب بحر القرم والثرثار العراقي والغطاس العراقي والحذاف الرخامي والوردة الأفريقية والبجع الأبيض الكبير”.

فيما يؤكد جاسم الأسدي، وهو رئيس منظمة طبيعة العراق غير الحكومية، أن “الطيور التي تكون الأهوار بيئتها الأساسية ومستوطنة فيها هي كل من صياد السمك والغواص والبرهان والبيوض والرخيوي والصيومي والنكود”.

لم تسجل الأهوار انخفاضا بهذا الشكل منذ عدة سنوات، ورغم سنوات الجفاف التي مرت على الاهوار خلال الفترات الماضية وتعرض الحيوانات للموت والأسماك للنفوق، تعيش اليوم تلك المناطق مأساتها رغم الدعوات التي يطلقها السكان والناشطون في مجال البيئة منذ عدة أشهر من أجل إنعاشها وإنقاذ آلاف المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق.

وبين جاسم الأسدي، أن “الأهوار توفر بيئة مثالية للطيور المهاجرة وهذا التنوع البيولوجي المميز هو الذي ساعد في وضع الموقع على قائمة التراث العالمي للأمم المتحدة، لكن في الوقت نفسه، تتعرض هذه البيئة لآثار الصيد الجائر”، زاعما أن “هناك العديد من استراتيجيات الصيد المدمرة التي يستخدمها الصيادون للقبض على الطيور، بما في ذلك المحمية منها”.

وتابع أن “الأهوار تشهد فترات جفاف دورية منذ إعادة إحيائها عام 2003”. وفي عام 2009 ، ضرب الجفاف الأهوار بشدة، مما دفع منظمة “طبيعة العراق” غير الحكومية للعمل على إيجاد حلول لرفع مستويات وجودة مياه الأهوار، وهكذا أقامت سدًا يقطع مجرى نهر الفرات لرفع متوسط ​​منسوب الأهوار من 30 سم إلى أكثر من 140 سم.

فيما وسع جاسم الاسدي الأمر بالتوضيح أن “للجفاف أثر كبير من حيث إنتاجية الحليب في الأهوار العراقية. وقال إن تراجع إنتاج حليب الجاموس نتيجة قلة المراعي وندرة المياه وتدهور جودتها، كما ارتفعت الملوحة في مناطق مختلفة من اهوار شبيش لتتجاوز 12600 جزء في المليون وهي نسبة ملوحة عالية”.

بينما يحاول بعض المتخصصين طمأنة السكان من خلال وصف الوضع بأنه مد وجزر دوري للمياه، يشارك البعض الآخر صورة أكثر واقعية عن كيفية تأثير الجفاف على التنوع البيولوجي للاهوار. 

وأوضح الباحث البيئي، ليث العبيدي للخط الأحمر، أن “التكرار السريع للجفاف بسبب الاحتباس الحراري يصيب بعض عناصر المحيط الحيوي”، موضحا أن “هذا يؤدي إلى انهيار جماعي للأنواع التي تعتمد على الوسط البيئي (الهواء والماء والأرض حيث يتم إطلاق الملوثات)، مما يؤثر لاحقًا على المجتمعات البشرية”.

وبحسب العبيدي “يتسبب الجفاف في تغيرات في العناصر الأساسية للحياة مثل مستويات المياه والملوحة، يمكن أن يؤدي فرط الملوحة إلى إبادة أنواع كاملة من الحيوانات مثل الأسماك المحلية، والتي هي أساس سلسلة غذائية كاملة، يستغرق الأمر عشرات السنين حتى تتعافى البيئة الطبيعية من حالة جفاف واحدة، ومع ذلك فإننا نشهد تكرارًا سريعًا لتقلبات الطقس بما في ذلك الجفاف وموجات الحرارة التي قد تجعل من المستحيل تعافي التنوع البيولوجي بمرور الوقت”.

“ما يمكن أن يجعل الأمور أسوأ هو انخفاض مستوى الوعي بمخاطر الجفاف، يعتقد معظم الناس أن الأهوار عبارة عن أجزاء كبيرة من الأراضي الرطبة وليست شبكة بيولوجية كاملة متصلة ببعضها البعض. ومن هنا تأتي الحاجة إلى حلول مستدامة تحمي كل عنصر على حدة”، هكذا تابع العبيدي.

اليوم، يجد العديد من مالكي الجاموس صعوبة في شراء العلف، ويضطرون إلى بيع ماشيتهم من أجل إعالة ما تبقى من حيواناتهم، وتؤثر جودة المياه ومستويات الملوثات أيضًا على صحة الجاموس، الذي يقضي معظم يومه مغمورًا في الأهوار، وحول هذا الامر يؤكد جاسم الاسدي، أن “تدفق المياه العذبة من نهر دجلة إلى الأهوار الشرقية يساعد في خفض مستويات الملوثات، ولكن مع انخفاض منسوب المياه العذبة تزداد معدلات التلوث تدريجياً”. 

إضافة إلى العناصر الملوثة القادمة من محطات الصرف الصحي التي تنطلق في أنهار العراق مشبعة بالمعادن الثقيلة، تسبب هذا التلوث الإضافي في حدوث الكثير من الأمراض للجاموس، ووفقًا لطبيب بيطري رفض الكشف عن اسمه، فإن مهنته تكافح مع تدفق هائل للجواميس المصابة بالأمراض ، في ذروة الصيف، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي وارتفاع معدلات الأمراض بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تجبر الحيوانات للبقاء فترات أطول في المياه الملوثة. 

ووفقًا لمسح جيولوجي اعد في الولايات المتحدة، يجب ألا تتجاوز مياه الري 3000 جزء في المليون وإلا ستموت النباتات فضلا عن الحيوانات والاستخدامات البشرية.

هذا وقد شارك مدير فرع العراق في الاتحاد الدولي لمربي الجاموس خالد الفرطوسي، بعض الإحصائيات المتعلقة بالجواميس في الأهوار، قائلا “يوجد أكثر من 300 ألف جاموس في العراق اليوم، بينما اقترب عددها من مليون رأس في السبعينيات”، تظهر هذه الأرقام انخفاضًا سريعًا في أعداد الجاموس في منطقة الأهوار خلال عقود قليلة، وهو ما يشير الى التناقص في مساحة الأهوار وتدهور نوعية مياهها.

كما دعا جاسم الاسدي الحكومة العراقية إلى “تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على الأهوار بكفاءة، خاصة أنها مسجلة كموقع تراث عالمي لليونسكو”.

ردود فعل السلطة

وبدلاً من استشارة المختصين ومراكز البحوث الدولية الكبرى، اتهمت سلطة الدولة العراقية، نشطاء البيئة بتضليل الجماهير بسبب حملات الكشف عن آثار الجفاف في الأهوار.

وحاول عدنان الموسوي مدير مركز إنعاش الأهوار في ذي قار، وهي منظمة حكومية تابعة لوزارة الموارد المائية، أن يشرح كيف كانت حملة الناشطين مضللة: “منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى جفاف في الأهوار غير دقيقة ولا تستند إلى بيانات ومقارنة بمعدلات هطول الأمطار السنوية وتدفق المياه من نهر الفرات إلى الأهوار الوسطى”.

وخلافا لصور الأقمار الصناعية وتحليلات المختصين، أبقى المسؤول في الدولة نظرة متفائلة على الموضوع، قائلا: “الكميات التي تدخل الأهوار جيدة جدا، بالإضافة إلى تحسن مستويات الملوحة”، ولم يوضح أي الدراسات أكدت وجهة نظره. 

ومن ثم، فإن الموسوي لم يناقض الحقائق التي قدمها المتخصصون فحسب، بل ناقض نفسه فيما يتعلق باللجوء الى البيانات المسجلة، ومع ذلك، يمكن تتبع بعض الدقة في تعليقاته عندما ذكر أن الجفاف هذا العام ليس الأسوأ، حيث شهدت المنطقة أسوأ جفاف في عامي 2015 و2018.

جدير بالذكر أن نشطاء البيئة كانوا دائمًا موضع شك من قبل مسؤولي الدولة، وهو ما يؤدي عادةً إلى الترهيب أو حتى التهديد بالقتل بحسب سلمان خيرالله، رئيس جمعية حماة دجلة البيئية، وهي جمعية غير ربحية، حيث أشار الناشط البيئي إلى أن “سلطات الدولة تتعامل مع النشاط البيئي بحساسية مفرطة وتفعل كل ما في وسعها لتقويض حملات التوعية”.

ووفقًا لبيان صحفي صادر عن وزارة الموارد المائية، فإن العراق سيحصل على كميات مياه أقل بـ11 مليار متر مكعب من الحالية في أنهاره بحلول عام 2035 بسبب تطوير السدود في كل من تركيا وإيران حيث ينبع نهرا دجلة والفرات وروافدهما، حيث سيكون لفقدان هذه الكمية الكبيرة من المياه تأثير واضح على تأمين الاحتياجات المائية للسكان والبيئة.

لجنة الزراعة البرلمانية دعت في 28 مايو الماضي، إلى إطلاق حملة وطنية مكثفة لحفر الآبار لتوفير المياه للأراضي الزراعية التي تعاني من الجفاف نتيجة عدم التزام تركيا وإيران بحصة المياه العراقية.

صور الأقمار الصناعية

حتى الخمسينيات من القرن الماضي، كانت الأهوار العراقية تمثل مصدر ثراء ثقافي وتنوع بيولوجي، ومع ذلك، فان صور الأقمار الصناعية من عام 2002، توضح كيف تحولت الأهوار بالكامل تقريبًا صحراء قاحلة.

لمدة ثماني سنوات خلال الثمانينيات، تحولت الأهوار الشرقية إلى منطقة حرب حيث حاول نظام صدام تجفيفها، وفي وقت لاحق، في عام 1991 اندلعت انتفاضة شعبية مسلحة في جنوب العراق شاركت فيها قبائل عربية في الأهوار ضد نظام صدام بعد انسحاب مدمر من الكويت، التي تعرضت للغزو سابقًا، وقد استخدمت القبائل المتمردة القصب الكثيف الطبيعي كغطاء لهجمات حرب العصابات على الجيش العراقي، وكعقوبة دمر النظام جنة المتمردين من خلال تحويل مجرى نهري دجلة والفرات، اللذين كانا حتى تلك اللحظة يوفران تدفقًا حيويًا للمياه إلى الأهوار منذ زمن بعيد.

في عام 2003 تم هدم هياكل التجفيف لإحياء مناطق الأهوار، وأبلغ مشروع نظام مراقبة أراضي الأهوار العراقية (IMOS)، الذي نفذه برنامج الأمم المتحدة للبيئة (2003-2005) ، عن استعادة 42٪ من المستنقعات الأصلية بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) 2005.

تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت للاهوار العراقية في فترات زمنية منفصلة انكماش الأهوار، حيث انخفضت مساحة الأهوار العراقية التي تبلغ مساحتها 19788 كيلومترًا مربعًا في عام 1975 بشكل ملحوظ إلى 6852 كيلومترًا مربعًا في عام 2016 على الرغم من عمليات الإنعاش التي تدعي الحكومة العراقية صرف ميزانيات ضخمة لتنفيذها.

وفي الآونة الأخيرة، أدى القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته تركيا لاستغلال كميات كبيرة من الموارد المائية إلى تعريض التنوع البيولوجي للأهوار لخطر جسيم، من ناحية أخرى، فإن تغير المناخ يخلق سلسلة لا نهاية لها من التقلبات الجوية السريعة التي ستقضي في النهاية على الأهوار، ما لم تتم مواجهتها بجهود غير مسبوقة، واتخاذ إجراء، فإن هذه المنطقة الفريدة التي كانت مليئة بالحياة على امتداد الذاكرة البشرية يمكن أن تختفي من الوجود.

وقد دشن مدونون وناشطون وسم ‘مذبحة عرب الاهوار’ للاحتفاء بذكرى مرور 30 عام على خطة تدمير الأهوار من قبل نظام حزب البعث الذي جفف هذه المناطق وشرد اهاليها بين المحافظات العراقية الجنوبية. خطة التدمير هذه امتدت الى ماهو ابعد من خلال اقامة مشاريع نفطية على الاراضي المجففة لمنع عودة الاهالي عقابا لهم على مشاركتهم في المعارضة المسلحة سنة 1991.

VIAAlaa Koli, Mohammed AlZaidawi